واقع يوتوبيّ | محمد لبّد

من لوحات معرض "واقع يوتوبيّ" للفنان محمد لبّد

 

معرض "يوتوبيا" للفنّان محمّد لبّد، يبحث في ثيمة الفضيلة المتخيّلة، أو الفضيلة الحلم الّتي تشغل البشريّة منذ وعيها، بحسب رأي الفنّان.

حيّرت اليوتوبيا عقول العلماء والأدباء والفلاسفة ورجال الدين؛ فقيل إنّها المدينة الفاضلة الّتي تسكنها المثل العليا، وقيل إنّها الجنّة الموعودة بعد الموت الأخير للأرض، وكان ثمّة محاولات لصناعتها على هذه الأرض، لكن هذه المحاولات فشلت؛ لأنّها تركض وراء الخيال.

 

الإنسان مرادف لليوتوبيا

يقول محمّد لبّد، إنّه يزعم أنّ المرادف الأقرب والأقوى لليوتوبيا، هو الإنسان نفسه، وفكرة وجوده على هذه الأرض في آدميّته الصرفة؛ إذ إنّ مشكلة الّذين سبقوا تكمن في أنّهم قد بحثوا في الخيال؛ لإيجاد واقع محسوس لليوتوبيا، ونسوا أنّ الواقع هو الأجدر بالحسّ والبحث؛ فالحياة بواقعيّتها ومشاكلها وتنوّعها وتناقضاتها، وصراعاتها في ظلّ وجود سيّدها الإنسان، هي اليوتوبيا.

إنّ اليوتوبيا - حسب مقولة هذا المعرض - هي الدراما الّتي تكمن فيها الدوافع والمحفّزات؛ للعيش على هذه الأرض والإبداع فيها؛ هنا تكمن المتعة الّتي تسكنها اليوتوبيا.

ولتجسيد هذه الرؤية؛ حاول لبّد من خلال لوحاته أن يلتقط جوانب من هذا الواقع اليوتوبيّ، وتحديدًا ثراء الجمال وتنوّعه على هذه الأرض، بكلّ صوره وجغرافيّته وأجناسه.

 

تنوّع صور الحياة

عن تقنيّة العمل، اتّكأ لبّد على جمع قصاصات من الورق من مصادر متعدّدة ومتنوّعة؛ بغرض إعادة استثمارها بصورة تعطي، وتجسّد، تنوّع صور الحياة على الأرض، كما أنّ تقنيّة الطبع أو الكولاج تجسّد في اللوحة الثراء والزخم اللونيّ المبنيّ على التآلف البصريّ.

يعتقد لبّد أنّ تعدّد الوسائط والملامس، تكمن فيه روح الواقع اليوتوبيّ - أي الدراما - وذلك لأنّ هذه التقنيّة مبنيّة على آليّة الهدم والبناء. إنّ تخريب صور أوّليّة لإنشاء صور أخرى في إطار فنّيّ أكثر إبداعًا، يرضي ويشبع غريزة الموت والحياة المفطورة عليها هذه الحياة والبشر أيضًا، وهذه الرؤية لا تبتعد كثيرًا عن مفهوم اليوتوبيا ضمن فكرة المعرض.

 

تنشر فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة بعضًا من أعمال هذا المعرض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محمد لبّد

 

 

فنّان تشكيليّ من غزّة، ينشط في مجال الفنّ التشكيليّ والبصريّ منذ 1997، درس الفنون والنقد في "جامعة حلوان" في مصر، وهو أحد مؤسّسي "معرض جذور للفنون البصريّة" في غزّة.